التقنية في خدمة السياحة السعودية
تشهد المملكة العربية السعودية نموًا متسارعًا في استخدام التقنيات الرقمية لتحسين تجربة السفر والسياحة وتعزيز دعم القطاع السياحي.
وأصبحت التقنيات الحديثة أساسية في تطوير هذا القطاع، حيث تسهم في تحسين إدارة الحجوزات والخدمات، وتحليل البيانات لدعم استراتيجيات التسويق، وتقديم خدمات سياحية متفوقة.
وتوفر التطبيقات الذكية حلولًا مبتكرة لتيسير تنقلات الزوار، وإدارة الحجوزات إلكترونيًا، وإعداد خرائط الرحلات. بالإضافة إلى ذلك، تساهم تقنيات مثل الواقع الافتراضي المعزز في تنظيم جولات افتراضية، مما يعزز جاذبية المملكة كوجهة سياحية.
وأصدر مركز استشراف التقنية بالتعاون مع وزارة الاتصالات تقريرًا حول السياحة الرقمية، يستعرض التقنيات الحديثة وأفضل الممارسات العالمية، ويقدم توصيات ضمن رؤية السعودية 2030.
قفزات هائلة
تطورت السياحة الرقمية بشكل كبير مع تقدم الوسائل الرقمية، بدءًا من دخول الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي. وتتابعت هذه التطورات مع تحسين أنظمة خدمة المسافرين مثل الحجوزات وتقييم الخدمات، وتعزيز الترويج السياحي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ثم جاء انتشار الهواتف والتطبيقات الذكية، مما أتاح تحليل تفضيلات السياح لتقديم تجارب أكثر تخصصية. كما ساهمت تقنيات مثل سلسلة الكتل في تقليل الاحتيال وجعل تجربة السفر أكثر أمانًا.
بعد تأثيرات جائحة كوفيد-19، بدأ قطاع السياحة العالمي في التعافي بسرعة. في الربع الأول من 2023، تضاعف عدد المسافرين مقارنة بنفس الفترة في 2022، ليصل إلى 80% من مستويات ما قبل الوباء، مع تسجيل حوالي 235 مليون سائح دولي. في عام 2022، سافر أكثر من 960 مليون سائح دولي، بنسبة 66% من الأعداد قبل الجائحة.
كانت منطقة الشرق الأوسط الأكثر قوة في التعافي، حيث تجاوزت أعداد السياح في الربع الأول من 2023 مستويات 2019 بزيادة 15%. وبلغت نسبة التعافي في أوروبا 90%، وفي أفريقيا 88%، وفي الأمريكتين 85%.
ارتفعت عائدات السياحة الدولية إلى تريليون دولار في 2022، بزيادة 50% عن 2021، و64% من مستويات ما قبل الوباء. من المتوقع أن ينمو قطاع السياحة بمعدل 5.8% سنويًا بين 2022 و 2032، متجاوزًا نمو الاقتصاد العام المتوقع 2.7% سنويًا.
المشهد السياحي في المملكة:
تلعب السياحة دورًا محوريًا في تحقيق رؤية 2030، من خلال إسهاماتها في تنويع الاقتصاد وزيادة الإيرادات غير النفطية.
وحلت المملكة بالمرتبة الثالثة عالميًا ضمن أكثر الدول استثمارًا في قطاع السياحة، بقيمة 36.8 مليار دولار أمريكي خلال العام 2021.
وخلال الفترة نفسها، وصل حجم قطاع السفر والسياحة إلى 51.5 مليار دولار، تعادل 6.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي عام 2022، وصل عدد السائحين الدوليين إلى 16.6 مليون، وبلغ عدد السائحين الأجانب والمحليين 93.5 مليون سائح أنفقوا حوالي 185 مليار ريال، بزيادة 93% مقارنة بعام 2021.
ومن المتوقع أن يشهد قطاع السياحة في المملكة أسرع نمو سنوي في المنطقة على مدى العقد المقبل بنسبة 11%.
ووصل عدد السياح الوافدين 4.4 مليون سائح، بزيادة 455% عن الربع الثالث من عام 2021، بحجم إنفاق 35.6 مليار ريال سعودي، منها 24.8 مليار ريال على الرحلات الدينية.
وتحتل الكويت مركز الصدارة في أعداد السياح الوافدين بـ665 ألف سائح، تليها البحرين بـ515 ألف سائح، باكستان بـ468 ألف سائح، إندونيسيا بـ407 ألف سائح، والهند بـ375 ألف سائح.
في المقابل، وصل عدد السياح المحليين إلى 22.7 مليون سائح، بزيادة 35% عن الربع الثالث من عام 2021، بحجم إنفاق 26 مليار ريال، منها 14.4 مليار ريال على الرحلات الترفيهية.
وتُعد مكة المكرمة أكثر الوجهات المحلية زيارة بـ6.9 مليون سائح، تليها عسير بـ3.4 مليون سائح، في المدينة المنورة بـ2.4 مليون سائح.
ويحل السفر لأغراض دينية في رأس قائمة السياحة الداخلية بنسبة 37%، بينما سجلت زيارات الأصدقاء والأقارب 9%، وزيارات الأعمال 4%، والترفيه 2%.
تطبيقات سياحية
بدأت المملكة، ومنذ فترة مبكرة، في توظيف التقنيات الرقمية في مجالات السياحة المتنوعة. وقد أطلقت مجموعة من التطبيقات الرائدة التي تساهم في الترويج والتنظيم والتعريف بالمقدرات السياحية الهائلة.
روح السعودية – Saudi Visit: تطبيق تفاعلي تديره الهيئة السعودية للسياحة، ويعد دليلًا شاملًا للسياح، حيث يبرز المعالم السياحية والمطاعم والأسواق والفنادق والشواطئ والمتاحف.
ويوفر التطبيق معلومات مهمة، مثل حجز الفنادق والطيران، ودليل الفعاليات، والخرائط، بالإضافة إلى تواجد فعّال على وسائل التواصل الاجتماعي.
اكتشف العلا: يُمكن الزوار من التخطيط لزيارة واحدة من أقدم مدن شبه الجزيرة العربية، واستكشاف المواقع المدرجة بقائمة التراث العالمي لليونسكو.
دليل الرياض: يوفر معلومات حول التنقل في الرياض باستخدام التقنيات الحديثة. ويتضمن خرائط محدثة دون الحاجة للاتصال بالإنترنت، ومعلومات عن حركة المرور.
الشكاوى والمقترحات السياحية: يمكن الزوار من تقديم الشكاوى والمقترحات، مع إمكانية إرفاق صور وتحديد المواقع الجغرافية. يتيح أيضًا استعراض تفاصيل الشكاوى المقدمة.
المطارات السعودية: يساعد المستخدمين في تتبع معلومات الرحلات، وحفظ مواقع سياراتهم في المطار، ومعرفة الخدمات المتاحة مثل المطاعم والبنوك ووكالات السفر.
الخطوط الحديدية السعودية (سار): يسمح بحجز رحلات القطار وإتمام إجراءات السفر عبر الإنترنت، كما يوفر إمكانية حفظ بطاقة الصعود ضمن التطبيق.وبخلاف التطبيقات تبرز خدمات الواقع الافتراضي والمعزز لتقديم تجارب تفاعلية للزوار، مما يعزز استكشاف المعالم السياحية بطرق مبتكرة، تتضمن أدلة السفر التفاعلية التي تتيح خدمات الخرائط والوسائط ويمكن الوصول إليها بمسح رموز الاستجابة السريعة، وإعادة بناء المواقع التاريخية التي تهدمت وإتاحتها للزوار بشكلها الأصلي، بجانب ضخ استثمارات بقيمة مليار دولار في مشروع نيوم لتطوير بيئة متقدمة تعتمد على الميتافيرس.
ملخص التقرير:
ساعد توظيف التقانات الرقمية ضمن عوامل أخرى مثل التخطيط والسياسات والاستثمار السخي في تحقيق طفرة سياحية كبرى بالمملكة، احتلت بموجبها المركز 13 ضمن أكثر دول العالم جذبًا للسياح خلال العام 2022.
قاد إحكام الجهود بين الجهات الحكومية وإطلاق استراتيجية السياحة المتماشية مع رؤية السعودية إلى رفع مساهمات القطاع في الناتج المحلي، وتوفير مزيد من الوظائف، وسط مخططات لجذب 100 مليون سائح بحلول العام 2030.
لعبت المواسم السياحية، والمهرجانات، والفعاليات الثقافية والرياضية، أدوارًا مهمةً في جذب الزائرين والترويج للقطاع، وسط حاجة لإطلاق موسم سياحي ممتد لجذب السياح طوال أيام السنة.
ومع الإقرار بالتطورات الكبيرة في قطاعات السياحة المختلفة، تبرز الحاجة إلى:
- دعم الشراكة بين الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص ومقدمي التقنية، لخلق بيئات محفزة على الابتكار الرقمي في قطاع السياحة.
- إنشاء صندوق ابتكار السياحة الرقمية، لتعزيز التقانات الرقمية، سيما الواقع الافتراضي، ما يخول الوصول إلى أسواق غير مستغلة نسبيًا، وجذب مزيد من السياح الدوليين.
- تصميم مبادرات سياحية قائمة على جمع وتحليل بيانات الزائرين واستخدامها في إطلاق حملات تسويقية تستهدف الفئات العمرية والجنسيات التي تظهر اهتمامًا أقل بزيارة المملكة.
- تطوير محتوى سياحي رقمي للأطفال لإشاعة الوعي السياحي بين الأجيال الجديدة، وخلق بيئة أكثر ترحيبًا بالسياح.
- تعزيز جهود الأمن السيبراني والحفاظ على خصوصية البيانات، وتذليل العقبات أمام الشركات والمؤسسات للوصول إلى تقنيات الواقع المعزز، ورفع الكفاءة التقنية للموظفين والعاملين في مجال السياحة.
يمكنكم الحصول على المزيد من التفاصيل عبر الرابط أدناه:
📄 اضغط لتحميل التقرير